عدد ركعات السنن الرواتب

عدد ركعات السنن الرواتب وأهميتها في الإسلام

تعد السنن الرواتب من أهم السنن التي يؤكد عليها المسلمون في عباداتهم اليومية، وهي التي تسبق أو تتبع الفريضة، وتعتبر من السنن المؤكدة التي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على إقامتها. لم تقتصر السنن الرواتب على كونها عبادة إضافية، بل إنها تحمل في طياتها العديد من الفوائد الروحية والنفسية، فضلًا عن أنها تساهم في تحقيق الكمال في أداء الصلاة. في هذا المقال، سنتناول عدد ركعات السنن الرواتب، كيفية أدائها، وحكمها في الإسلام.

ما هي السنن الرواتب؟

السنن الرواتب هي الصلوات التي تضاف إلى الصلوات المفروضة، وتؤدى قبل أو بعد الفريضة. تُعد السنن الرواتب من السنن المؤكدة التي يهتم المسلمون بأدائها؛ حيث إنها تهدف إلى تكملة النقص الذي قد يحدث في الصلاة المفروضة أو لتعزيز القرب بين العبد وربه.

كما يُقال في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار». (رواه مسلم)

عدد ركعات السنن الرواتب

تقسّم السنن الرواتب إلى السنن التي تسبق الصلوات المفروضة والسنن التي تليها. ففي المجمل، تشتمل السنن الرواتب على 12 ركعة، تُؤدى على النحو التالي:

1. ركعتان قبل صلاة الفجر:

   • وتعد هذه الركعتين من السنن المؤكدة والموصى بها، وقد ورد فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» (رواه مسلم).

   • يُستحب أن يُصلي المسلم هاتين الركعتين في البيت، وهذا يشمل حتى في الأيام التي يكون فيها الشخص قد صلّى الفجر في المسجد.

2. أربع ركعات قبل صلاة الظهر:

   • تعتبر من السنن الرواتب المؤكدة أيضًا. وتُصلى قبل صلاة الظهر؛ فيصلي المسلم أربع ركعات قبل أن يدخل وقت الصلاة المفروضة. وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار». (رواه مسلم)

3. ركعتان بعد صلاة الظهر:

   • تأتي هذه الركعتان بعد أداء صلاة الظهر. وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى بعد الظهر أربعًا، حرّمه الله على النار» (رواه البخاري).

4. ركعتان بعد صلاة المغرب:

   • تُصلى هذه الركعتان بعد أداء صلاة المغرب، وهي من السنن المؤكدة. وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى بعد المغرب ركعتين، كُتبت له براءتان، براءة من النار، وبراءة من النفاق» (رواه ابن ماجه).

5. أربع ركعات قبل صلاة العشاء:

   • تُصلى هذه الأربع ركعات قبل صلاة العشاء، وهي سنة مؤكدة لكنها ليست بالقدر الذي عليه ركعات السنن الأخرى. وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي أربع ركعات قبل صلاة العشاء، ولكنه لم يذكر فيها نصًا محددًا للفضل.

6. ركعتان بعد صلاة العشاء:

   • تعتبر الركعتان اللتان تليان صلاة العشاء من السنن الرواتب أيضًا. وقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، يوصي فيه بأداء هاتين الركعتين بعد صلاة العشاء.

ترتيب السنن الرواتب

إن ترتيب السنن الرواتب مهم، سواء في تحديد الركعات التي تسبق الفريضة أو التي تأتي بعدها. عادةً، يُفضّل أن تُصلى السنن التي تسبق الفريضة قبل أن يُؤذن للصلاة في المسجد، بينما يمكن أداء السنن التي تلي الفريضة بعد أداء الصلاة.

فيما يتعلق بترتيب السنن، يأتي التفضيل في الآتي:

1. السنن التي قبل الفريضة: وهذه تشمل الركعتين قبل الفجر، والأربع ركعات قبل الظهر، وكذلك ركعات المغرب التي تلي الفريضة.

2. السنن التي بعد الفريضة: هذه تشمل الركعتين بعد صلاة الظهر، الركعتين بعد صلاة المغرب، والركعتين بعد صلاة العشاء.

أهمية السنن الرواتب في الإسلام

تعد السنن الرواتب أحد ألوان العبادة المهمة التي تساعد المسلم على تعزيز ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، كما أن لها العديد من الفوائد الروحية والنفسية التي لا يمكن تجاهلها. نذكر هنا بعض النقاط التي توضح أهمية السنن الرواتب:

1. تكميل النقص في الفريضة:

   • من أبرز فوائد السنن الرواتب أنها تُعدّ بمثابة تكملة لما قد يكون وقع فيه نقص أثناء أداء الصلاة المفروضة. فحتى إن كان العبد قد أخطأ في الصلاة المفروضة، فإن أداء السنن الرواتب يعوض هذا النقص ويعزز من قبول الصلاة عند الله.

2. زيادة الحسنات:

   • تؤدي السنن الرواتب إلى زيادة الأجر والثواب، حيث إن الحديث الصحيح يوضح أن السنن الرواتب من أسباب رفع درجات العبد في الآخرة، وسببًا في تكفير الذنوب.

3. تعزيز القرب من الله:

   • من خلال أداء السنن الرواتب، يشعر المسلم بقربه من الله سبحانه وتعالى، حيث إن هذه الركعات ليست مجرد عبادات روتينية، بل هي فرصة للتقرب إلى الله وتذكره في كل وقت.

4. تعويض الفائت:

   • في حال ترك المسلم صلاة فريضة لأي سبب كان، فإن السنن الرواتب تمثل فرصة لتعويض ما فات والتوبة عن أي تقصير.

5. موافقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

   • إن اتباع السنة النبوية الشريفة في أداء السنن الرواتب يجعل المسلم يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويضمن له اتباع سنة ثابتة ومقبولة.

6. التركيز على العبادة في أوقات مختلفة من اليوم:

   • من خلال أداء السنن الرواتب على مدار اليوم، يكون المسلم في حالة من العبادة المستمرة، مما يعزز من استمرارية الصلاة والتركيز على ذكر الله.

الحكم الشرعي للسنن الرواتب

السنن الرواتب، في مجملها، هي سنة مؤكدة، مما يعني أنها ليست فرضًا ولكنها تعود إلى عادات مؤكدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الناحية الشرعية، يُعتبر من ترك هذه السنن الرواتب دون عذر نوعًا من التقصير في العبادة، إلا أنه لا يُعدّ تركها كفرًا.

قال الإمام النووي في شرح مسلم: “من داوم على السنن الرواتب كان ذلك سببًا لرفع درجته، وزيادة أجره، وتكفير سيئاته”. أما بالنسبة لحكم أداء السنن الرواتب، فقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن ترك السنن الرواتب بشكل دائم يُعتبر من الأمور المذمومة، إلا في حال كان لدى الشخص عذر مثل السفر أو المرض.

استثناءات وأحكام أخرى

على الرغم من أن السنن الرواتب تعد من السنن المؤكدة، هناك بعض الحالات التي يُستحب فيها تأجيل أو عدم أداء هذه السنن، وهي تشمل:

1. السفر:

   • في حال كان المسلم مسافرًا، فبعض الفقهاء يفضلون عدم أداء السنن الرواتب إلا إذا كان السفر قصيرًا أو في حالة الاستطاعة.

2. المرض:

   • في حال كان الشخص مريضًا ولا يستطيع أداء السنن الرواتب بانتظام، فيجدر به تركها إلى حين الشفاء.

3. القيام على شؤون الحياة:

   • في بعض الأحيان قد تتداخل بعض الأعمال الحياتية الضرورية مع أوقات أداء السنن الرواتب، وفي هذه الحالات يمكن تأجيل بعض السنن إلى أوقات أخرى.

الخاتمة

السنن الرواتب هي من السنن النبوية التي ينبغي على المسلم الحرص على أدائها، فهي بمثابة تعويض وتكملة للصلاة المفروضة، وتساهم في زيادة الحسنات، ورفع درجات المسلم في الدنيا والآخرة. وقد ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة تحفيز كبير على أداء هذه السنن والمحافظة عليها كجزء من العبادة اليومية.